كتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

وقال:
أنا خاتم للأولياء كما أتى ... بأن ختام الأنبياء محمدا
ختام خصوص لا ختام ولاية ... تعم فإن الختم عيسى المؤيدا (¬1)
وعلاقة عيسى عليه السلام بموضوع خاتم الأولياء لأن ابن عربي يرى أن ختم الولاية نوعان عام وخاص. فختم الولاية العامة لعيسى - عليه السلام - الذي ينزل آخر الزمان نبيا وليا يحكم بشريعة محمد - عليه الصلاة والسلام. أما ختم الولاية الخاص فهي المرتبة التي ادعاها ابن عربي لنفسه وأضفى عليها عدة صفات وخصائص من أهمها:
القول بقدم خاتم الأولياء: كما هو الحال بالنسبة لخاتم الأنبياء عنده فكذلك خاتم الأولياء كان وليا وآدم بين الماء والطين وغيره من الأولياء ما كان وليا إلا بعد تحصيله شرائط الولاية من الأخلاق الإلهية (¬2) .
أن خاتم الأولياء مصدر علوم الأولياء والأنبياء: فكما أن خاتم الأنبياء عند ابن عربي هو مصدر كل علم ومشكاته، فكذلك خاتم الأولياء هو المشكاة التي يأخذ منها كل ولي علمه الباطن.
يقول ابن عربي:
(وليس هذا العلم (أي العلم بوحدة الوجود) إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء وما يراه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم) (¬3) . .
¬_________
(¬1) ديوان ابن عربي، ص 293.
(¬2) انظر: فصوص الحكم، ص 64.
(¬3) المصدر نفسه، ص 62.

الصفحة 190