كتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

ولذ به في كل ما ترتجي ... فإنه المأمن والمعقل
وناده إن أزمة أنشبت ... أظفارها واستحكم المعضل
يا أكرم الخلق على ربه ... وخير من فيهم به يسئل
قد مسني الكرب وكم مرة ... فرجت كربا بعضه يعضل
فبالذي خصك بين الورى ... برتبة عنها العلا تنزل
عجل بإذهاب الذي اشتكى ... فإن توقفت فمن أسأل (¬1)
وهذا مع ما فيه من شرك قدح في الألوهية وتفرد الله بتدبير الكون وحده، ولم يتوقف شركهم وكفرهم عند هذا الحد حتى زعموا أن محمدا عين ذات الله وهو من الحق بمنزلة إنسان العين من العين وأنه روح الله المنفوخ في آدم.
يقول أحمد بن إدريس (¬2) في إحدى صلواته:
" اللهم صل على الكنه الذاتي والقدس الصفاتي، نور الأسماء، ورداء الكبرياء، أزار العظمة الإلهية، عين الإحاطة الذاتية، تجليات الغيب والشهادة، روح حياة الماء، الروح الإلهي، والنور البهاء، رحمة الوجود وعلم الشهادة صلاة ذاتية أزلية أبدية. اللهم وسلم عليه مثل ذلك " (¬3) .
ويقول صاحب دلائل الخيرات:
" اللهم صل على سيدنا محمد بحر أنوارك ومعدن أسرارك، ولسان حجتك وعروس مملكتك، وإمام حضرتك، وطراز ملكك، وخزائن رحمتك، وطريق
¬_________
(¬1) أورد هذه القصيدة محمد بن علوي المالكي في كتابه الذخائر المحمدية، القسم الأول، ص 158، مطبعة حسان، القاهرة، وقال إنها مجربة لقضاء الحوائج وتقرأ في آخر الليل بعد ما تيسر من الصلاة، ويكرر بيت: عجل بإذهاب الذي اشتكى ثلاثا وسبعين مرة.
(¬2) هو أحمد بن إدريس الحسني صاحب الطريقة الأحمدية الإدريسية المنتشرة في المغرب والسودان وغيرهما. ولد بفاس وانتقل إلى مكة ثم رحل إلى اليمن فسكن صبيا إلى أن مات. وهو جد الأدراسة الذين كانت لهم إمارة عسير ونواحيها وكان صوفيا على دين ابن عربي. له عدة كتب منها العقد النفيس، والسلوك وروح السنة توفي سنة 1253 هـ.
(¬3) مجموعة أحزاب وأوراد ورسائل. تأليف أحمد بن إدريس، ص 62.

الصفحة 195