كتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

4 - تكميل الله له المحاسن خلقا وخلقا: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل الناس خلقا من حيث جمال صورته، وتناسب أعضائه، وطيب ريحه وعرقه، ونظافة جسمه، واكتمال قواه البدنية والعقلية، كما كان أكمل الناس خلقا إذ جمع محاسن الأخلاق وكريم الشمائل، وجميل السجايا والطباع. قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] (¬1) وقد وعت كتب الشمائل والسير شمائله وأخلاقه، وصفاته صلى الله عليه وسلم.
5 - تشريفه بنزول الوحي عليه: قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52] (¬2) وقال تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} [يوسف: 3] (¬3) .
6 - كونه خاتم النبيين: قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [الأحزاب: 40] (¬4) .
وأخرج البخاري ومسلم واللفظ له عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه. فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة! قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين» (¬5) .
¬_________
(¬1) سورة القلم، آية (4) .
(¬2) سورة الشورى، آية (52) .
(¬3) سورة يوسف، آية (3) .
(¬4) سورة الأحزاب، آية (40) .
(¬5) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، 4 / 226، ومسلم، كتاب الفضائل باب ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، 4 / 1791.

الصفحة 25