كتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

على النبي صلى الله عليه وسلم زاعمين لها من الفضل والثواب الشيء الكثير، هذه الصلوات لا ترتقي إلى مرتبة الصيغ التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته في كيفية الصلاة والسلام عليه. هذا إن سلمت تلك الصلوات من الغلو وضروب البدع. كما يلاحظ أنه لم يرد في شيء من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لفظ السيادة (سيدنا) . فدل عدم ورودها على أنها ليست مشروعة أو خلاف الأولى.
وقد سئل الحافظ ابن حجر عن صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة أو خارج الصلاة سواء قيل بوجوبها أو ندبيتها، هل يشترط فيها أن يصفه صلى الله عليه وسلم بالسيادة. كأن يقول مثلا. اللهم صل على سيدنا محمد أو على سيد الخلق، وعلى سيد ولد آدم؟ أو يقتصر على قوله: اللهم صل على محمد؟ وأيهما أفضل، الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له صلى الله عليه وسلم، أو عدم الإتيان بها لعدم ورود ذلك في الآثار؟ .
فأجاب رحمه الله:
(نعم، اتباع الألفاظ المأثورة أرجح، ولا يقال: لعله ترك ذلك تواضعا منه صلى الله عليه وسلم لم يكن يقول عند ذكره صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليه وسلم وأمته مندوبة إلى أن تقول ذلك كلما ذكر. لأنا نقول: لو كان ذلك راجحا لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين. ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين لهم قال: ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك) (¬1) .

وللصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مواطن يتأكد وجوبها أو استحبابها فيها: منها: التشهد الأخير في الصلاة، واختلف في وجوبه واستحبابه على قولين (¬2) . ومنها عند دخول المساجد والخروج منها، وبين يدي الدعاء.
¬_________
(¬1) أوردها بتمامها: الألباني نقلا عن الحافظ محمد بن محمد الغرابيلي تلميد الحافظ ابن حجر.
انظر. صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، تأليف محمد نصر الدين الألباني، ط11، المكتب الإسلامي 1403 هـ، ص 153- 155.
(¬2) انظر: جلاء الأفهام، ص193- 216.
وصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، ص 162.

الصفحة 80