كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف

3 - أن التوجه الإِسلامي المعاصر نحو العودة إِلى الدين يجب أن يؤسس على هذه العقيدة التوقيفية الجامعة، وأن يُرد ردا جميلًا إِلى الأصول العاصمة من كل زيغ وضلال، فإِن البنيان مهما علا، فإِنه سينهار، وإن الأفق مهما اتسع، فإِنه سيعتكر ويظلم، ما لم يؤسس البنيان على العقيدة المنجية، وما لم يستضئ الأفق المتسع بنورها.
إِن هذه العقيدة الحقة هي التي تُري الانبعاث الإِسلامي الجديد: كيف يؤمن؟ وكيف يَفهم؟ وكيف يعمل؟
وهي التي تُريهم كيف يدعون إِلى الإِسلام وفق المنهج الصحيح، فيُفتون بعلم، ويدعون برفق، ويُوقرون من سبقهم من العلماء والأئمة، ويقتدون بهم ويترضون عنهم.
وكيف يحافظون على وحدة الجماعة، فما أكثر ما كان الإِمام الداعية ابن تيمية - رحمه الله - يقول - في كل مجلس حوارٍ ومناقشة تقريبًا -:
" إن الله تعالى أمرنا بالجماعة والائتلاف، ونهى عن الفرقة والاختلاف. وربنا واحد، ورسولنا واحد، وكتابنا واحد، وأصول الدين ليس بين السلف وأئمة الإسلام فيها خلاف،

الصفحة 128