كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف

المنقولة، وطرائق الحق المسلوكة، والدلائل اللائحة المشهورة، والحجج الناهرة المنصورة، التي عمل عليها الصحابة والتابعون، ومن بعدهم من خاصة الناس وعامتهم من المسلمين، واعتقدوها حجة فيما بينهم وبين الله رب العالمين " (¬1) .
ثم يقول:
" فلم تزل الكلمة مجتمعة (¬2) والجماعة متوافرة على عهد الصحابة الأول ومن بعدهم من السلف الصالحين، حتى نبغت نابغة بصوت غير معروف، وكلام غير مألوف في أول إِمارة المروانية تُنازع في القدر وتتكلم فيه " (¬3) .
ولقد تأذن الله تعالى أن يَختار من أوليائه وخاصته من يكر على أصوات الباطل بحقائق التوحيد فيدفعها، ويعيد التوحيد نقيًا قويًا. وقد قال الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -:
«لا تزالُ طائفة من أُمتي ظاهِرينَ على الحقَّ لا يَضُرُّهمْ
¬_________
(¬1) " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " لأبي القاسم اللالكائي: (1 / 9) .
(¬2) المقصود بالكلمة، كلمة العقيدة المنجية.
(¬3) أي في إِمارة عبد الملك بن مروان، ففي عهده خرج معبد الجهني، وهو أول من أظهر القول بالقدر. " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ": (1 / 16) .

الصفحة 30