كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف

الله في الجنة.
وبالنقصان من الإِيمان دخل المُفرِّطون النار (¬1) .
وقال - رحمه الله تعالى - في قوله عزَّ وجلَّ: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15]
هذا دليل على أن أولياءَه يرونه يوم القيامة، فلما حجبهم بالسخط، كان هذا دليلًا على أنهم يرونه في الرضا (¬2) .
وقال: لله أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيّه صلى الله عليه وسلم أُمّته، لا يَسَع أحدًا قامت عليه الحجة رَدّها، لأن القرآن نزل بها، وصَحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها، فإن خالف ذلك بعد ثبوت الحجة عليه؛ فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة فمعذور بالجهل؛ لأن علم ذلك لا يُدرَكُ بالعقل، ولا بالروية والفِكر. ولا نُكَفِّر بالجهل بها أحدًا إِلا بعد انتهاء الخبر إِليه بها.
ونُثبتُ هذه الصفات وننفي عنها التَّشبيه كما نَفاه عن
¬_________
(¬1) " مناقب الشافعي " للبيهقي: (1 / 387 - 393) .
(¬2) نفس المصدر: (1 / 420) .

الصفحة 48