كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف

وعذابه، ونعيمه، وعن الإِيمان بالميزان، والحساب، والحوض المورود، والصراط المنصوب، والشفاعة، والجنة، والنار، وبالقدر خيره وشرّه، وباللوح المحفوظ، وبأن الله خلق أفعال العباد.
بعد أن تحدث عن الإِيمان بذلك كله قال:
" ومن أصول أهل السنة والجماعة: أن الدين والإِيمان قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإِيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
ومع ذلك لا يكفِّرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر، كما يفعله الخوارج، بل الأخوة الإِيمانية ثابتة مع المعاصي، كما قال سبحانه وتعالى في آية القصاص:
{فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} [البقرة: 178]
وقال: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ - إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 9 - 10]
ولا يسلبون الفاسق المِلِّي اسم الإِيمان بالكلية، ولا يخلدونه

الصفحة 82