كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف

ما كانوا عليه، لأن المجلس الأول أتاهم بَغتة وإِن كان أيضًا بغتة للمخاطب الذي هو المسؤول والمجيب والمناظر. فلما اجتمعنا، وقد أحضرتُ ما كتبته من الجواب عن أسئلتهم المتقدمة الذي طلبوا تأخيره إِلى اليوم.
حمدت الله بخُطبة الحاجة، خطبة ابن مسعود رضي الله عنه، ثم قلت:
إِن الله تعالى أمرنا بالجماعة والائتلاف، ونَهانا عن الفرقة والاختلاف، وقال لنا في القرآن: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] وقال: {الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 159] وقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: 105]
وربّنا واحد، وكتابنا واحد، وأصول الدين لا تَحتمل التفرق والاختلاف، وأنا أقول ما يُوجب الجماعة بين المسلمين، وهو متفق عليه بين السلف، فإن وافق الجَمَاعةُ فالحمد لله، وإِلا فمن خالفني بعد ذلك كشفت له الأسرار، وهَتكت الأستار، بَيَّنْتُ المذاهب الفاسِدة، التي أفسدت الملَل

الصفحة 92