كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف

إِلى أن قال:
" وأخذ يقول لي: هذه المحاضر، ووجدوا بخطك، فقلت: أنت كنت حاضرًا ذلك اليوم، هل أراني أحد ذلك اليوم خَطًا، أو محضرًا؟ أو قيل لي: شَهد عليك بكذا، أو سُمع لي كلام؟ بل حين شرعت أحمد الله، وأثني عليه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أَجذم» (¬1) مَنعوني من حمد الله وقالوا: لا تَحمد الله، بل أجب " (¬2) .
" فقلت لابن مَخلوف: ألكَ أُجيب، أو لهذا المدعي؟ - وكان كلّ منهما قد ذكر كلامًا أكثره كذب - فقال: أجب المدعي، فقلت فأنتَ وحدك تحكم أو أنت وهؤلاء القضاة؟ فقال: بل أنا وحدي، فقلت: فأنت خَصمي فكيف يَصح حُكمك علي؟ فلم تطلب منيِ الاستفسار عن وجه المخاصمة! فإِن هذا كان خصماَ من وجوه متعددة معروفة عند جميع المسلمين.
¬_________
(¬1) أخرجه أبو داود في كتاب الأدب، باب الهدي في الكلام: (4840) ، وابن ماجه في كتاب النكاح، باب خطبة النكاح: (1894) ، وأحمد في مسنده: (2 / 359) .
(¬2) " مجموع الفتاوى لابن تيمية ": (3 / 255) .

الصفحة 94