كتاب مجمل اعتقاد أئمة السلف

ائتلاف المسلمين واتحادهم، وجمع كلمتهم على الأصول الجامعة.
ومما قاله - رحمه الله - وعمل به في هذا المجال:
" والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة، وأنا كنت من أعظم الناس تأليفا لقلوب المسلمين، وطلبا لاتفاق كلمتهم اتباعا لما أمرنا به من الاعتصام بحبل الله، وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة، وبينت لهم أن الأشعري كان من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد - رحمه الله - ونحوه، المنتصرين لطريقه، كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه " (¬1) .
" ولما أظهرت كلام الأشعري - ورآه الحنبلية - قالوا: هذا خير من كلام الشيخ الموفق (¬2) وفرح المسلمون باتفاق الكلمة، وأظهرت ما ذكره ابن عساكر (¬3) في مناقبه: أنه لم
¬_________
(¬1) المرجع السابق: ص (227 - 228) .
(¬2) عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، موفق الدين الدمشقي الحنبلي، مصنف " المغني "، توفي بدمشق سنة (620 هـ) ، " سير أعلام النبلاء ": (22 / 165 - 173) .
(¬3) علي بن حسن بن هبة الله، أبو القاسم ابن عساكر الدمشقي، المؤرخ الحافظ، توفي بدمشق سنة (571 هـ) ، " سير أعلام النبلاء ": (20 / 554 - 571) .

الصفحة 97