كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية

مقضي عليها بالعقم إذا سخرت لأية نظرية أو رأي سابق ".
وهذه حقيقة يجمل بمستشرقي وبمبشري العصر جميعا أن يضعوها نصب أعينهم، فإنها تشفيهم من داء الأحكام السابقة التي تكلفهم من الجهود ما يجاوز حد الطاقة فيصلون إلى نتائج لا شك خاطئة، فقد يحتاجون في تأييد رأي من الآراء إلى هدم بعض الأخبار وليس هذا بالأمر الهين، ثم إلى بناء أخبار تقوم مقام ما هدموا، وهذا أمر لا ريب مستحيل.
الرجوع إلى الحق فضيلة:
يحتاج المستشرق والمبشر في القرن العشرين إلى معرفة كثير من العوامل الجوهرية، كالزمن والبيئة، والإقليم، والعادات، والحاجات والمطامح والميول والأحقاد. . إلخ. . لا سيما إدراك تلك القوى الباطنة التي لا تقع تحت مقاييس العقول والتي يعمل بتأثيرها الأفراد والجماعات.
وفي نهاية الكتاب الذي ألفه ناصر الدين عن الرسول محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قال عن:
وثبة الإسلام:
قال ش. شرفيس في كتابه " بونابرت والإسلام ". . (عندما رفع الله إليه مؤسس الإسلام العبقري كان هذا الدين القويم قد تم تنظيمه نهائيا، وبكل دقة، حتى في أقل تفاصيله شأنا. . .
وكانت جنود الله قد أخضعت بلاد العرب كلها، وبدأت في مهاجمة امبراطورية القياصرة الضخمة بالشام.
وقد أثار القلق الطبيعي المؤقت، عقب موت القائد الملهم بعض الفتن العارضة، إلا أن الإسلام كان قد بلغ من تماسك بنائه، ومن حرارة إيمان أهله، ما جعله يبهر العالم بوثبته الهائلة التي لا نظن أن لها في سجلات التاريخ مثيلا.

الصفحة 14