كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية

ناسًا خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختتنوا وتحفظوا الناموس الذي نحن لم نأمرهم رأينا وقد صرنا بنفس واحدة أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم مع حبيبينا برنابا وبولس رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح. فقد أرسلنا يهوذا وسيلا وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاهًا؛ لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلًا أكبر غير هذه الأشياء الواجبة. أن تمتنعوا عما ذبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنى التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعمًا تعملون وكونوا معافين " (أعمال الرسل 15: 22- 29) .
ثم ماذا؟
ثم تقدم بولس خطوة ثانية. . . فنسخ حرمة الثلاثة الأولى، فلم يبق من أحكام (العهد القديم) العملية إلا حرمة الزنى.
وحتى الزنى يعتبر منسوخًا أيضًا؛ لأنه لا حد فيه.
وبهذا تكون أحكام العهد القديم كلها منسوخة، يقول بولس:
" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فِيَّ، فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي، لست أبطل نعمة الله؟ لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذًا مات بلا سبب " (رسالة بولس إلى غلاطية 2: 20- 21) .
يقول الدكتور همند في تذييله على الفقرة 21، هذه:
" يقول -أي بولس - إنه لا يعتمد في النجاة على شريعة ولا يفهم أن أحكام موسى ضرورية، لأن إنجيل المسيح حينئذ يصبح بلا فائدة ".
ويقول بولس أيضا:
" لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة؛ لأنه مكتوب

الصفحة 399