كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية

ثانيًا- القرآن مهيمن:
لأنه في الوقت الذي سمى الله فيه القرآن (مصدقًا) سماه (مهيمنًا) . قال تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ} (¬1)
المهيمن: الشاهد المؤتمن الحاكم، فيشهد بما في هذه الكتب من الحق، ويبين ما حرف فيها، ويحكم بما أقره الله وأمر به من أحكامها، وينسخ ما نسخه الله منها، وهو مؤتمن عليها في ذلك كله.
قال ابن جريج: " القرآن أمين على ما قبله من الكتب، فما أخبر أهل الكتاب عن كتابهم، فإن كان في القرآن فصدقوه، وإلا فكذبوه ".
وأورد البخاري رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما في كتاب الشهادات وغيره: " يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله، تقرأونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب، وقالوا {هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} (¬2)
أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم رجلًا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم ".
وقد روى أحمد من حديث جابر مرفوعًا: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا» .
ثالثًا- الكتب السوالف تؤيد القرآن:
قال الله تعالى: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ}
¬_________
(¬1) سورة المائدة، آية 48.
(¬2) سورة البقرة آية 79.

الصفحة 402