كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية
الحقيقة الثالثة: أن يسألوا أهل الكتاب -ولا شك أن عندهم بهذا إشارة من علم- عما جرى للرسل مع أممهم، وكيف كانت عاقبة المؤمنين بهم، وعاقبة المكذبين لهم.
الحقيقة الرابعة: أن يسألوا أهل الكتاب عن أصول الدين الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه، وهو دين الإسلام، وعن أوامره ونواهيه، كالأمر بالتوحيد، والصدق، والعدل، والبر، والوفاء بالعهد، وصلة الأرحام، وكالنهي عن الشرك والظلم، والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
الحقيقة الخامسة: يسألونهم عما وصفت به الرسل ربهم هل هو موافق لما وصفه به محمد أم غير موافق؟
الحقيقة السادسة: يسألونهم - يهودًا كانوا أم نصارى - عما لديهم من الشهادات والبشارات بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، التي تحدث القرآن الكريم عنها، في مثل قوله تعالى:
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} (¬1) وقوله تعالى {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} (¬2)
¬_________
(¬1) سورة الأعراف، الآيتان 156، 157.
(¬2) سورة الصف، آية 6.
الصفحة 406
527