كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية
في التوراة على من زنى؟ قالوا: نسود وجوههما ويطاف لهما، قال {فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (¬1) قال: فجاءوا بها فقرأوها حتى إذا مروا بآية الرجم، وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم وقرأ ما بين يديها وما وراءها، فقال عبد الله بن سلام - وهو مع الرسول صلى الله عليه وسلم- مره فليرفع يده، فرفعها، فإذا تحتها آية الرجم، فقالوا: صدق فيها آية الرجم، ولكننا نتكاتمه بيننا، وإن أحبارنا أحدثوا التحميم والتحبية، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجمهما فرجما» .
وأخرج مسلم عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: «مُرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود، فدعاهم، فقال: هكذا تجدون حد الزنى في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلًا من علمائهم، فقال: أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى، أهكذا تجدون حد الزنى في كتابكم قال: لا، ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك بحد الرجم، ولكنه كثر في أشرافنا، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، فقلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتموه "، فأمر به فرجم، فأنزل الله تعالى-
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ} - إلى قوله: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} - إلى: {الظَّالِمُونَ} - إلى: {الْفَاسِقُونَ} (¬2) قال: " هي في الكفار كلها» .
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: «رجم النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا من أسلم، ورجلًا من اليهود» .
¬_________
(¬1) سورة آل عمران، آية 93.
(¬2) سورة المائدة، الآيات 41-47.
الصفحة 412
527