كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية
ويتردد هنا تساؤل عن السر في تحريم الخنزير، فكتب البعض -مشكورين- مقالات قيمة، ودراسات ممتعة، عن أسباب التحريم من وجهة النظر الصحية والطبية، فأكدوا أن لحم الخنزير مرتع للميكروبات والجراثيم الفتاكة، كالدودة الشريطية وبويضاتها المتكيسة.
وقد عارض آخرون بأنه يمكن استخدام حرارة شديدة عند إنضاج لحمه لقتل هذه الدودة والقضاء عليها.
ورد هؤلاء الباحثون على هؤلاء المعارضين، إننا اكتشفنا هذه الديدان بعد أحقاب متطاولة من تحريم الله للخنزير. . . فمن يدرينا بعد أحقاب أخرى ماذا نكتشف أيضا!
إن الله- جلت مشيئته وحكمته- وفر على الإنسان الجهد المضني، وهداه إلى ما ينفعه في دينه ودنياه. . . وحذره مما يضره في دينه ودنياه!
ولكن. . . لا ينبغي أن يدفعنا البحث عن علة التحريم. . إلى تجاهل أمر هام. . . وهام جدًّا. . . ذلك هو: أن الحلال حلال لله، وأن الحرام حرامه،. . . وأن النص الصحيح له هيمنته على كل اجتهاد وكل بحث وكل تعليل.
إن خطيئة آدم الأولى التي كانت سببًا في خروجه من الجنة. . . إنما هي أكله من شجرة محرمة. . . ما كان يعرف العلة في تحريمها. . . لم يقف عند نهي الله وتحذيره.
إن ما حدث من آدم، وما حدث له. . . ينبغي أن نضعه نصب أعيننا ونحن نناقش قضايا الحلال والحرام!! حتى لا تختلط في نظرنا السبل، أو تزل بنا الأقدام.
الصفحة 433
527