كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية
2- تحدى اليهود الذين تآمروا على قتله قائلا:
(أرسل الفريسيون ورؤساء الكهنة خدامًا ليمسكوه فقال لهم يسوع أنا معكم زمانًا يسيرًا بعد ثم أمضي إلى الذي أرسلني. ستطلبونني ولا تجدونني وحيث أكون أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا، (إنجيل يوحنا 7: 32- 34) .
وقال السيد المسيح مؤكدًا قوله قائلًا:
" قال لهم يسوع أيضًا أنا أمضي وستطلبونني وتموتون في خطيتكم. حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا. فقال اليهود ألعلّه يقتل نفسه حتى يقول حيث أمضي أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " (إنجيل يوحنا 8: 31-32)
ويؤكد هذا القول لتلاميذه قائلًا:
" يا أولادي أنا معكم زمانًا قليلًا بعد. ستطلبونني وكما قلت لليهود حيث أذهب أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " (إنجيل يوحنا 33: 13) .
هذا هو السيد المسيح الذي رفعه الله إليه، وحمدًا لله أنه في قرآنه الكريم حسم هذه القضية بقوله سبحانه وتعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} {بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (¬1)
إذن فقضية الصلب قضية باطلة، وكل ما بني على باطل فهو باطل.
فماذا يقول (بولس) الذي يكرز بالمسيح مصلوبا؟
ما أصدق قول تولستوي الذي أنكر تأليه السيد المسيح، والذي رأى أن بولس لم يفهم تعاليم السيد المسيح بل طمسها، وانحرف بها. فبعد أن كانت امتدادًا لشريعة الله التي أنزلها الله على عبده ونبيه موسى. أصبحت تعاليم
¬_________
(¬1) سورة النساء، آية 157، 158.
الصفحة 446
527