كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية
كلمة الله
فإن قال قائل: لماذا أطلق القرآن الكريم على عيسى عليه السلام، كلمة الله؟
قلنا له: المقصود بكلمة الله كلمة (كن) التي يخلق الله بها الأشياء، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (¬1)
وكلمات الله لا نهاية لها، كما قال تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} (¬2)
وسمي المسيح كلمة الله، لأن الله كوَّنه (بكن) .
قال تعالى: {ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ} {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (¬3)
وقال تعالى في قصة بشارة مريم بالمسيح: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (¬4)
وقال أيضًا: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (¬5)
وإنما خص المسيح عليه السلام بتسميته (كلمة الله) دون سائر البشر، لأن سائر البشر خلقوا على الوجه المعتاد في المخلوقات، فالفرد من ذرية آدم خلق
¬_________
(¬1) سورة يس، آية 82.
(¬2) سورة الكهف، آية 109.
(¬3) سورة مريم، الآيتان 34، 35.
(¬4) سورة آل عمران، آية 47.
(¬5) سورة آل عمران، آية 59.
الصفحة 452
527