كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية

فهل يرجع ذلك إلى التسامح في الترجمة وعدم دقتها؟
قد يكون.
عملية تصويب بإضافة المحذوف لتصويب المعاني
ولا تساق العبارة (في البدء كان الكلمة) وذلك في مفهوم الكلمة (الأمر) .
فالأمر الإلهي كن فيكون تقرر (والكلمة كان عند الله) أي الأمر الإلهي كان أزلًا وأبدًا موصوفًا بها فهي من صفات الله الأزلية.
(وكان الكلمة الله) فيه حذف المضاف -وهو سائغ شائع- أي (وكان رب الكلمة الله) فهو صاحب الأمر والنهي على الإطلاق.
ثم قول يوحنا بعد ذلك (والكلمة صار جسدا) (يوحنا 1: 14) فيه حذف المضاف أيضًا أي (وأثر الكلمة صار جسدا) مثال ذلك جاء في سفر التكوين بشأن الخلق:
" قال الله لتخرج الأرض ذوات أنفس حية كجنسها بهائم ودبابات ووحوش أرض كأجناسها وكان كذلك ". (تكوين 1: 24) ، " وقال الله ليكن نور فكان نور " (تكوين 1: 3) .
فالكلمة إذن هي الأمر الإلهي في قوله " لتخرج الأرض "، وقوله " ليكن نور " ويؤكد هذا ما جاء في الرسالة إلى العبرانيين " بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بكلمة الله " (3: 11) أي " بالإيمان نفهم أن العالمين أتقنت بالأمر الإلهي " وما جاء في رسالة بطرس الثانية " الأرض بكلمة الله قائمة " (3: 5 أي " الأرض بأمر الله قائمة " وما جاء في المزامير " بكلمة الرب صنعت السماوات " (مزمور 33: 6) أي " بأمر الرب صنعت السماوات ".
وعلى هذا فالمعنى صحيح وهو ما يجب حمل النص عليه. أما لو حملناها على ظاهرها قلنا: إن الكلمة هو الله كما هو منطوقها وأضفنا لهذا النص

الصفحة 455