كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية

وبحكم الأغلبية الجاهلية، التي لا ترجو لله وقارًا امتلأت مساجد المسلمين بالقبور، قبور الأنبياء والصالحين وغير الأنبياء والصالحين، بل ربما بالقبور الوهمية أحيانا!
8- احتقار ما عند الخصم:
قال سبحانه وتعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} (¬1) فاليهود اتهموا النصارى بأنهم ليسوا على شيء. . . أي شيء.
والنصارى اتهموا اليهود بأنهم ليسوا على شيء. . أي شيء!
وهذا أسلوب نعرفه في كل صاحب طريقة. . أو فرقة. . يزعم لنفسه ولأتباعه أن ما عليه هو الحق الذي لا يخالطه باطل، وأن ما عليه غيره هو الباطل الذي لا يخالطه حق. .!
9- الاختلاف بسبب البغي:
قال الله سبحانه وتعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} {وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} {إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ} (¬2)
¬_________
(¬1) سورة البقرة، آية 113.
(¬2) سورة الجاثية، الآيات 16-19.

الصفحة 463