كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية

{الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ} {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ} (¬1)
فكل ما خالف شرع الله وحكمه ودينه فهو هوى. . وليس بهدى. . .!
وإن أدنى انحراف عن الصراط المستقيم يؤدي بصاحبه إلى الضلال.
13- قسوة القلب:
قال تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (¬2)
نهى سبحانه وتعالى عن مشابهة أهل الكتاب في قسوة قلوبهم، وقسوة القلوب من آثار المعاصي.
هذا قل من كل، وغيض من فيض، مما جاء في القرآن الكريم. . . من حديث عن سلوك الذين سبقونا من أهل الكتاب، وسلوكهم في العقيدة والخلق والعلم.
وفي هذه الآيات، وفي غيرها من نظائرها. . . تحذير لنا من التشبه بهم، حتى لا نتردى مثلهم في مهاوي الخيال، وسوء الحال والمآل!
¬_________
(¬1) سورة المائدة، الآيتان 48، 49.
(¬2) سورة الحديد، آية 16.

الصفحة 465