كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية
الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم بمثل هذا، إنكم لستم مما ههنا في شيء، انظروا الذي أمرتكم به فاعملوا به، والذي نهيتكم عنه فانتهوا عنه» .
7- التبرك بالأشجار والأحجار:
روى الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن أبي واقد الليثي، أنه قال: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حديثو عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها، وينيطون بها أسلحتهم يقال لها: ذات أنواط فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر إنها السنن قلتم، والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} (¬1) ، لتركبن سنن من كان قبلكم» ، رواه مالك والنسائي والترمذي.
8- التفرقة العنصرية:
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «لما كلم أسامة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن المخزومية التي سرقت قال: " يا أسامة تشفع في حد من حدود الله تعالى، إنما أهلك بني إسرائيل: أنهم كانوا إذا سرق الشريف تركوه، وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد، والذي نفسي بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها» .
وهذا يتفق مع ما في الصحيحين عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: «مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود، فدعاهم، فقال: أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ قالوا: نعم، فدعا رجلًا من
¬_________
(¬1) سورة الأعراف، آية 138.
الصفحة 469
527