كتاب مناظرة بين الإسلام والنصرانية
11- الأبواق والنواقيس. . للعبادة:
روى أبو داود في سننه وغيره من حديث هشيم، أخبرنا أبو بشر عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار، قال: «اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس لها، فقيل له: انصب راية عند حضور الصلاة فإذا رأوها أذن بعضهم بعضًا، فلم يعجبه ذلك، قال: فذكروا له القنع -شبور اليهود- فلم يعجبه ذلك وقال: هو من أمر اليهود، قال: فذكر له الناقوس، فقال: هو من فعل النصارى، فانصرف عبد الله بن زيد، وهو مهتم لِهمِّ النبي صلى الله عليه وسلم فرأى الأذان في منامه، قال: فغدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذا أتاني آت فأراني الأذان، قال: وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يومًا، قال: ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما منعك أن تخبرنا؟ فقال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال، قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فافعله، قال: فأذن بلال» .
فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بوق اليهود المنفوخ بالفم، وناقوس النصارى المضروب باليد.
وهو يقتضي كراهية هذا النوع من الأصوات مطلقًا في غير الصلاة أيضًا، لأنه من أمر اليهود والنصارى كما يقول ابن تيمية في كتابه القيم: (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم) .
بناء الشخصية المسلمة:
وإذا كنا قد نهينا عن التشبه بهم في عقائدهم، وأخلاقهم، وعباداتهم، وسلوكهم العام والخاص، فلقد نهينا كذلك عن التشبه بهم حتى في الأمور
الصفحة 472
527