وذكر أبو بكر الخلال في باب غسل الحائض من كتاب "العلل" عن المروذي، وذكر لأحمد حديث ابن أبي شيبة (1) عن وكيع (2) ، كأنه اختصره، فقال: ويحك، يحل له أن يختصر؟ قال أبو بكر [154/أ] الخلال: أبو عبد الله لا يرى بأساً باختصار الحديث وابن أبي شيبة اختصر في غير موضع الاختصار.
واختلف الناس في هذا، فمن قال: لا يجوز نقل الحديث على المعنى وعلى الراوي نقل لفظه بعينه قال ها هنا: لا يجوز أن ينقل بعضه (3) ويترك بعضه.
واحتج بما تقدم من قوله: (رَحِمَ الله امرءاً سمع مقالتي فوعاها، ثم أداها كما سمعها) .
__________
(1) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي: ولاءً، الكوفي موطناً، الحافظ، صاحب "المصنف" و"المسند" روى عن شرَيك القاضي وابن المبارك وابن عيينة وغيرهم. وعنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه والنسائي وخلق. مات سنة (235هـ) . له ترجمة في: "البداية والنهاية" (10/315) ، و"تاريخ بغداد" (10/66) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/432) ، و"الخلاصة" ص (179) و"شذرات الذهب" (2/85) ، و"طبقات المفسرين" (1/146) ، و"ميزان الاعتدال" (2/490) ، و"النجوم الزاهرة" (2/282) .
(2) هو: وكيع بن الجراح بن مليح، أبو سفيان الرواسي الكوفي. أحد الحفاظ المشهورين. روى عن السفيانين ومالك وغيرهم. وعنه أحمد بن حنبل وإسحاق ويحيى وخلق. قيل: إن فيه تشيعاً قليلاً. مات سنة (196هـ) .
له ترجمة في: "تاريخ بغداد" (13/466) ، و"تذكرة الحفاظ" (1/306) ، و"الخلاصة" ص (356) ، و"شذرات الذهب" (1/349) ، و"ميزان الاعتدال" (4/335) ، و"النجوم الزاهرة" (2/153) .
(3) كلمة (بعضه) كررت في الأصل.