كتاب العدة في أصول الفقه (اسم الجزء: 4)

وكما قال الشاعر:
هم وَسَط يَرْضى الإِله (1) بِحُكْمِهم ... إذَا نَزَلَتْ إحْدَى اللَّيَالِى بِمُعْظَمِ (2)
ويقال: مِيَزان وَسَط، إذا لم يكن فيه ميل.
وإذا أخبر الله تعالى أن الأمة عدل، لم يجز عليهم الضلالة؛ لأنه لا عدالة مع الضلالة، وجعلهم شهداء على الناس، كما جعل الرسول شهيداً عليهم، فلما كان قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - حجة، كذلك قول الأمة.
فإن قيل: إنما جعلتم شهداء عليهم في الآخرة.
يبين صحة هذا: قوله (3) : (شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) ولا يمكن شهادتهم على الجميع إلا في الآخرة.
__________
= ويرى أبو السعود في تفسيره (9/16) : ("قال أوسطهم": رأياً أو سناً) .
(1) هكذا في الأصل: (يرضى الإله) وفي هامش الأصل: (الإمام) محرفة عن (الأنام) ، والأنام هو الصواب الموافق لمراجع التخريج الآتية.
(2) البيت من معلقة زهير بن أبي سلمى، ذكره النحاس في شرحه للقصائد التسع (1/332) هكذا:
لِحَيِّ حِلاَلٍ يَعْصِمُ الناسَ أمرُهم إذا طَرَقَت إحدى الليَالي بمُعْظَم والبيت أنشده الجاحظ في كتابه: البيان والتَبيين (3/225) غير منسوب، إلا أنه قال: (إذا طرقت) بدل (إذا نزلت) .
وفي تفسير الطبري (3/142) وتفسير الشوكاني (1/130) منسوب إلى زهير بمثل الرواية التي أثبتناها.
راجع بالإضافة إلى ما ذكر: هامش تفسير الطبري للشيخ أحمد شاكر وأخيه الأستاذ محمود.
(3) في الأصل: (أن قوله) ، و (أن) هنا لا يستقيم المعنى بوجودها ولذلك حذفناها.

الصفحة 1072