كتاب العدة في أصول الفقه (اسم الجزء: 1)

يَوْمَ حَصَادِهِ} 1، وقوله تعالى: {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} 2.
ويكون منه البيان بالفعل، نحو فعله لأعداد الركعات في الصلوات المفروضات وأوصافها، وقع به البيان لقوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} 3. ونحو فعله في المناسك بيان لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} 4.
وقد أكد ذلك بقوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" 5 وقوله: "خذوا
__________
1 "141"سورة الأنعام.
2 "267" سورة البقرة.
ما المراد بالآية؟ هل المراد الزكاة المفروضة، أو صدقة التطوع، أو كلاهما؟ ثلاثة آراء، والأمر في الآية على الأول للوجوب، وفي الثاني للندب، وفي الثالث لترجيح جانب الفعل على الترك، فعلى القول الأول والثالث، الآية تحتاج إلى بيان، وقد بيَّنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالقول والفعل والكتابة مثل كتاب أبي بكر وعمرو بن حزم رضي الله عنهما.
راجع في هذا "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي "3/ 320، 321"، و"مفاتيح الغيب" للرازي "7/ 64- 67".
3 "43" سورة البقرة.
4 "97" سورة آل عمران.
5 هذا جزء من حديث مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- مرفوعًا، أخرجه عنه البخاري في كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة "1/ 153" كما أخرجه عنه في كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم "8/ 11" وأخرجه عنه في باب ما جاء في إجازة خبر الواحد "9/ 107".
وأخرجه عنه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب من أحق بالإمامة "1/ 465".
وأخرجه عنه أبو داود في كتاب الصلاة، باب من أحق بالإمامة "1/ 139". =

الصفحة 118