كتاب العدة في أصول الفقه (اسم الجزء: 1)

وقال بعض أهل خراسان: "إنما" لإثبات ما اتصل به ونفي ما عداه.
ومنهم من قال: لتحقيق المتصل به، وتمحيق المنفصل عنه. ويرجع معنى الجميع إلى ما ذكرته من الحصر.
فصل: في قيام بعض حروف الصفات مقام بعض:
قوله تعالى: {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} 1، أي: على جذوع النخل. وقال العبد2:
هُمُ صلبوا العبدي3 في جذع نخلة4.
__________
1 "71" سورة طه.
2 الشاعر ليس العبد، كما ذكر المؤلف، وإنهما هو سويد بن أبي كاهل، كما سيأتي بيان ذلك.
3 في الأصل: "العمري"، والتصويب من المراجع الآتي ذكرها في تخريج البيت.
4 هذا صدر بيت، وعجزه هو:
فلا عطست شيبان إلا بأجدعا
والبيت ذكره ابن جرير الطبري في تفسيره عند الكلام على قوله تعالى: {وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} "16/ 188"، ولم ينسبه لأحد. كما ذكر البيت ابن منظور في كتابه: اللسان، مادة "عبد" "4/ 267" ونسبه إلى سويد بن أبي كاهل. والبيت عنده: وهم صلبوا ... إلخ بزيادة "واو" في أوله.
وقد استشهد به ابن هشام على مجيء "في" للاستعلاء "ص: 224" من كتابه المغني، تحقيق الدكتور: مازن المبارك وصاحبه.

الصفحة 208