فقد حكم ببطلان الحديث، لأجل أنه مرسل. وبهذا قال الشافعي.
وجه الرواية الأولى:
قوله تعالى: (وَليُنْذرُوا قَوْمَهمْ إذَا رَجَعُوا إليْهِمْ) (1) ، ولم يفرق بين من أنذر بمرسل أو بمسند.
ولأن من عادة التابعين إرسال الأخبار، من ذلك ما روي عن الأعمش (2) أنه قال: قلت لإبراهيم: إذا حدثتني فأسند، فقال: إذا قلت لك: حدثني فلان عن عبد الله، فهو الذي حدثني، وإذا قلت لك: قال عبد الله، فقد حدثني جماعة عنه.
وروي ذلك عن الحسن وسعيد بن المسيب والشعبي (3) ، وإذا كان
__________
= وعلي بن أبي طالب وخلق. وعنه قتادة وعمرو بن دينار والأعمش وغيرهم.
وثقه ابن معين والنسائي وأبو زرعة وابن سعد، وذكره ابن حبان في "الثقات".
مات سنة (100هـ) .
له ترجمة في: "تهذيب التهذيب" (3/432) ، و"التاريخ الصغير" (1/211) ، و"جامع التحصيل" للحافظ العلائي ص (391) ، رسالة "ماجستير" تحقيق الدكتور عمر حسن عثمان.
(1) (122) سورة التوبة.
(2) هو: سليمان بن مهران، أبو محمد، الأعمش، الكاهلي بالولاء، الكوفي، أحد العلماء المشهورين. روى عن عكرمة وإبراهيم النخعي وأبي عمرو، الشيباني وغيرهم. وعنه شعبة والسفيانان وغيرهم. مات سنة (148هـ) .
له ترجمة في: "تاريخ بغداد" (9/3) ، و"تذكرة الحفاظ" (1/154) ، و"الخلاصة" ص (131) ، و"شذرات الذهب" (1/220) ، و"طبقات القراء" للذهبي (1/88) ، و"العبر" (1/209) ، و"غاية النهاية" (1/315) ، و"ميزان الاعتدال" (2/224) .
(3) هو: عامر بن شراحيل أبو عمرو الشعبي الكوفي من أعلام التابعين. روى عن أبي هريرة وابن عباس وعائشة وغيرهم. وعنه الأعمش وأشعث بن سوار وأبو =