ورأيت بخط عتيق: أنبأنا مسند (1) عن مكحول (2) قال: دخلنا على واثلة بن الأسقع (3) فقلنا: حدثنا حديثاً ليس فيه تقديم وتأخير، فغضب، وقال: لا بأس إذا قدمت أو أخرت، إذا أصبت المعنى (4) .
ولأن المقصود من السنة حكمها دون له لفظها، فإذا أتى بمعناها جاز الإخلال باللفظ، فلو سمع إقرار رجل بالفارسية جاز له أن ينقل إقراره إلى الحاكم بالعرب، وكذلك المترجم بالمعنى.
__________
(1) لم أجده. وإنما وجدت أن الذي، رواه عن مكحول هو: العلاء بن الحارث.
أنظر: المراجع الآتية في تخريج الأثر.
(2) هو: مكحول بن أبي مسلم شهراب بن شاذل أبو عبد الله الدمشقي. المحدث الفقيه. روى عن واثلة وأنس وثوبان وغيرهم. وعنه الزهري وأبو حنيفة وحميد الطويل وخلق. مات سنة (112هـ) .
أنظر ترجمته في: "تذكرة الحفاظ" (1/107) ، و"تهذيب التهذيب" (10/289) ، و"الخلاصة" ص (311) ، و"شذرات الذهب" (1/146) ، و"طبقات الحفاظ" ص (43) ، و"النجوم الزاهرة" (1/272) .
(3) هو: واثلة بن الأسقع بن عبد العزى الليثي أبو الأسقع، وقيل: أبو محمد.
أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يتجهز لغزوة تبوك. وكان من أهل الصفة.
نزل البصرة على ما قيل، ثم سكن الشام، وشهد المغازي بدمشق وحمص.
مات ببيت المقدس، وقيل: بدمشق سنة خمس أو ست وثمانين هجرية، وله من العمر ثمان وتسعون سنة.
له ترجمة في: "الاستيعاب" (4/1563) ، و"الإصابة" القسم السادس ص (591) طبعة دار نهضة مصر، و"الخلاصة" ص (419) ، طبعة بولاق.
(4) هذا الأثر أخرجه الخطيب البغدادي في كتابه: "الكفاية" ص (308) وأخرجه الرامهرمزي في كتابه "المحدث الفاصل" ص (533) وأخرجه ابن عبد البر في كتابه: "جامع بيان العلم وفضله" (1/94-96) ، وأخرجه الدارمي في مقدمة "سننه" باب من رخص في الحديث إذا أصاب المعنى (1/79) .
ويلاحظ: أن هناك اختلافاً في ألفاظ الأثر. ولكن المعنى واحد.