كتاب البيان «مقدمة وخاتمة» لكتاب كشف الشبهات

صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لقد غزينا في عقر دارنا فذللنا واستبيحت بلادنا فأخلدنا واستكنا، لأننا غثاء.
نعم غثاء كغثاء السيل، بماذا؟ إنه والله بالخنوع للباطل، وإيثار الدنيا حتى لقد وصلت الحال ببعض البلاد الإسلامية أنه يرسم للخطيب والواعظ ما يقوله حسب إرادة هؤلاء الطغاة، والويل له أن تعداه إلى القول بما أنزل الله فله السجن والإذلال.
وما على أتباع هؤلاء الطغاة إلا التسليم والطاعة والتنفيذ.
فبذلك يصدق عليهم أنهم غثاء كغثاء السيل؛ لأن الغثاء المعروف لا يكون منه أي مقاومة، أو دفاع ولا وزن له ولا قيمة.
ويصدق على هؤلاء الطغاة قول الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَامُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.
نعم تصدق عليهم بقتلهم لمن يأمر بالشرع أو بتعرضهم له بأي أذى.
أخي المسلم: إن هؤلاء الطغاة لا يشك في كفرهم بالله بما ارتكبوه من محادة لله بما تمليه عليهم شياطين الجن والإنس لأنهم يمثلونهم، بل هم أبلغ من شياطين الجن؛ لأن تضليل شياطين الجن بالوسوسة والإغواء. وهؤلاء تضليهم بهذه الوسائل، والقوة فوق ذلك وبالله الحق، لقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه.
وأن هؤلاء الطغاة لا يشك في أنهم أداة كفر بما احتسوه من الباطل الذي اندفعوا به، وبعضهم مسخرين بالمادة لتضليل المسلمين والقضاء على شريعة سيد المرسلين.
كما لا يشك في كفر من يتلقى الأوامر منهم طوعا أو يساعدهم أو يدعوا إلى باطلهم بأي شكل من الأشكال.

الصفحة 6