كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

وقال أبو حاتم: (رأى ابن عمر) (¬1) ، وقال ابن حبان ك (وقد رأى ابن عمر) (¬2) ، وقال الذهبي: (وقيل: إنه أدرك ابن عمر. وإلا فروايته مرسلة) (¬3) ، وقال: (أرسل عن ابن عمر) (¬4) وقال العلائي: (وذكر في التهذيب أنه روى عن ابن عمر رضي الله عنهما، ولم يدركه بل هو مرسل) (¬5) ، وحكم الحافظ أبو نعيم الأصبهاني بأن رواية إبراهيم عن ابن عمر مرسلة (¬6) ".
جميع هؤلاء الأئمة الخمسة لم يثبتوا السماع لإبراهيم من ابن عمر، وفي قول أبي حاتم وابن حبان إشارة بأنه لم يصح عندهما سماع إبراهيم من ابن عمر، وإلا لقالا: سمع أو قالا روى عن ابن عمر.
وبعد والفحص والتفتيش عن مرويات إبراهيم بن أبي عبلة عن ابن عمر وقفت على هذين الحديثين:
(عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت ابن عمر يحتبي يوم الجمعة، والإمام يخطب، فيخفق الخفقات وهو محتب) (¬7) .
(عن إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت عبد الله بن عمر يؤثر على راحلته) (¬8) .
وليس في هذين الحديثين إلا إثبات الرؤية فقط ولم يرد ما يدل على السماع، وأغلب ظني أن البخاري أثبت سماع إبراهيم من ابن عمر لمجرد الرؤية.
ومما يزيد ظني قوة أني وجدت إبراهيم بن أبي عبلة يدخل بيته وبين أبي عمر رجلين في بعض الأسانيد فيروي أحاديث ابن عمر من طريق ابن شهاب عن سالم
¬_________
(¬1) الجرح والتعديل (2/105) .
(¬2) الثقات (4/11) .
(¬3) سير أعلام النبلاء (6/323) .
(¬4) تهذيب التهذيب (1/143) .
(¬5) جامع التحصيل (ص140) .
(¬6) حلية الأولياء (5/245) .
(¬7) مسند الشاميين للطبراني (1/35) وليس فيه لإبراهيم عن ابن عمر غير هذا الحديث فقط.
(¬8) تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1/448) .

الصفحة 110