كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

وسيف هذا مقل الرواية إذا لم يذكر له العلماء غير روايته عن يزيد بن البراء عن البراء، ومعلوم أن البراء بن عازب رضي الله عنه متوفي سنة 72هـ (¬1) .
فإذا كان سيف يروي عن البراء بواسطة وهو متأخر الوفاة بنحو ثلاثين سنة عن ابن سلام فإن ذلك يشكك في إدراكه لعبد الله بن سلام، وإن كان من المحتمل أن يكون مدركًا له إلا أن القرينة السابقة مع عدم وجود ما يدل على السماع يقوي الظن بأن حديثه عن عبد الله بن سلام غير متصل.
3- أخرج البخاري في تاريخه حديثًا من طريق محمد بن قنفذ عن أبي هريرة رضي الله عنه، ثم قال: (ولا يعلم لمحمد سماع من أبي هريرة) (¬2) .
ومحمد بن قنفذ ثقة (¬3) ، ولم يذكر في ترجمته تاريخ لولادته أو وفاته إلا أن جل روايته عن التابعين (¬4) ، وقد رأى ابن عمر رؤية (¬5) ، وروى عن بعض الصحابة ممن تأخرت وفاتهم كعمير مولى أبي اللحم المتوفي سنة 70هـ تقريبًا (¬6) ، وعبد الله بن عامر العنزي المتوفي سنة بضع وثمانين (¬7) ، وقد روى عن أمه (¬8) أم حرام عن أم سلمة رضي الله عنها، وأم سلمة ماتت سنة 62هـ (¬9) .
ومن المعلوم أن أبا هريرة رضي الله عنه مات سنة 57هـ وقيل 58هـ وقيل 59هـ (¬10) . فيظهر مما سبق أن إدراكه لأبي هريرة محل شك وتردد لاسيما أن قرينة إكثاره من الرواية عن التابعين، وأن أقدم صحابي روى عنه هو عمير مولى
¬_________
(¬1) التقريب (ص307) .
(¬2) التقريب (ص121) .
(¬3) التاريخ الكبير (4/221) .
(¬4) انظر تهذيب التهذيب (9/173) فقد وثقه أحمد وابن معين وأبوزرعة.
(¬5) تهذيب الكمال (3/1199) .
(¬6) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/255) .
(¬7) التقريب (ص432) .
(¬8) التقريب (ص309) .
(¬9) تهذيب التهذيب (12/462) .
(¬10) التقريب (ص754) .

الصفحة 184