كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

فأما ربيعة بن الحارث المذكور في السند فليس هو بصحابي كما قد يشتبه وإنما هو راو آخر بدليل أن البخاري (¬1) لم يذكر له صحبة كما هي عادته في الصحابة ولم يذكر له نسبًا ولو كان الصحابي لساق نسبه لاسيما وهو ابن عم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذلك ابن أبي حاتم (¬2) لم يذكر أن له صحبة، وابن حبان (¬3) أيضًا ترجم لربيعة بن الحارث في التابعين، ورجح المزي (¬4) أن ربيعة بن الحارث آخر غير الصحابي، وقال الشيخ المعلمي: (قال الطبراني (¬5) : وقد قيل إن راوي هذا الحديث رجل آخر. أقول: هو الظاهر، وقد فرق بينهما ابن حبان: ذكر ربيعة بن عبد المطلب في الصحابة وقال: "كان أسن من العباس"، وذكر ربيعة بن الحارث الذي روى عن الفضل في التابعين، وأما المؤلف، وابن أبي حاتم فلم يذكر إلا هذا الراوي عن الفضل ذكراه في التابعين) (¬6) .
ولم يرو عن ربيعة بن الحارث إلا عبد الله بن نافع فهو مجهول.
41- ... قال البخاري: (الضحاك بن فيروز الديلمي، عن أبيه، روى عنه أبووهب الجيشاني، لا يعرف سماع بعضهم عن بعض) (¬7) .
فيروز الديلمي - رضي الله عنه - صحابي (¬8) ، وولده الضحاك ذكره ابن
¬_________
(¬1) انظر التاريخ الكبير (3/283) ومن عادة البخاري في تاريخه الكبير أن يذكر الصحابة في أول كل اسم وينص على الصحبة وربيعة بن الحارث لم يذكره في أول من اسمه "ربيعة" ولم ينص على صحبته.
(¬2) الجرح والتعديل (3/473) .
(¬3) الثقات (4/230) .
(¬4) تهذيب الكمال (1/406-407) النسخة المخطوطة.
(¬5) يترجح لي أن القائل هو المزي وليس الطبراني وأظن أن المعلمي وقع في اللبس لأنه ينقل كما نص هو هنا من التهذيب لابن حجر، ولكن بالرجوع إلى تهذيب الكمال لا يبقى أي ليس في أن الكلام للمزي وليس للطبراني.
(¬6) هامش التاريخ الكبير (3/283) .
(¬7) التاريخ الكبير (4/333) .
(¬8) انظر الإصابة (3/210) .

الصفحة 209