كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

أنس) (¬1) . والحديث هو حديث الطير المشهور (¬2) .
قال عنه ابن حبان في ثقاته: (يروي عن أنس بن مالك، ربما أخطأ) (¬3) ، قال ابن عدي: (وعثمان الطويل عزيز السند إنما له هذا الحديث عن أنس) (¬4) . وقال البزار في حديث الطير: (قد روي عن أنس من وجوه، وكل من رواه عن أنس فليس بالقوى) (¬5) ، ويستغرب من ابن حبان كيف يقول: (ربما أخطأ) وعثمان لا يروي عن أنس غير هذا الحديث كما ألمح ابن عدي؟! وأظن هذا من ابن حبان ميل إلى تضعيف عثمان نوعًا ما. ولم أجد ما يدل على معاصرته لأنس.
8- ... عمر بن غياث. قال البخاري في روايته عن عاصم بن بهدلة: (لم يذكر سماعًا من عاصم) . قال البخاري: (منكر الحديث) (¬6) ، وقال أبوحاتم: (هو منكر الحديث) (¬7) ، قال ابن حبان: (يروي عن عاصم ما ليس من حديثه) (¬8) . قال الذهبي: (ضعفوه) (¬9) . ولم أعثر على ما يدل أنه قد عاصر أنسًا.
9- ... عمرو بن أبي عمرو. قال البخاري: (صدوق، ولكن روى عن عكرمة مناكير، ولم يذكر في شيء من ذلك أنه سمع من عكرمة) (¬10) .
¬_________
(¬1) التاريخ الكبير (2/2-3) .
(¬2) وأكثر علماء الحديث يرونه منكرًا بل ذهب بعضهم إلى أنه موضوع. قال أبويعلى الخليلي في الإرشاد (1/420) : (وما روى حديث الطير ثقة، ويرده جميع الأئمة) . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (7/371) : (حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل المعرفة بحقائق النقل) ، وقد ذهب بعض المحدثين إلى تقويته، والراجح أنه منكر.
(¬3) الثقات (5/157) .
(¬4) الكامل (3/1026) في ترجمة أبي العالية.
(¬5) كشف الأستار عن زوائد البزار (3/194) .
(¬6) التاريخ الكبير (6/185) .
(¬7) الجرح والتعديل (6/128) .
(¬8) كتاب المجروحين (2/88) .
(¬9) ديوان الضعفاء (ص296) .
(¬10) العلل الكبير للترمذي (2/622) .

الصفحة 214