كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

أتقن منهم، وأحفظ فهؤلاء حديثهم إن لم يكن في أعلى مراتب الصحيح، فلا ينزل عن رتبة الحسن) (¬1) .
ينقسم الثقات الذين تكلم البخاري في سماعهم إلى ثلاثة أقسام:
أ - ثقات سند روايتهم المتكلم في سماعها ضعيف.
ب - ثقات معاصرتهم محتملة لمن تكلم في سماعهم منه.
ج - ثقات معاصرتهم ثابتة لمن تكلم في سماعهم منه.
أ - ثقات سند روايتهم المتكلم في سماعها ضعيف:
1- ... عامر بن شراحبيل الشعبي قال البخاري في حديثه عن أم هانيء: (لا أعرف للشعبي سماعًا من أم هانيء) (¬2) . والراوي عن الشعبي هوأبوحمزة الثمالي واسمه ثابت بن أبي صفية. ضعفه العلماء (¬3) وقال الذهبي: (متفق عليه ضعفه) (¬4) . وقال ابن حجر: (ضعيف رافضي) (¬5) .
ومعاصرة الشعبي لأم هانيء مؤكدة فقد ولد لست سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (¬6) ، وهي رضي الله عنها ماتت في خلافة معاوية رضي الله عنه (¬7) . ولكن لا توجد رواية الشعبي عن أم هانيء إلا من طريق أبي حمزة الثمالي وهو ضعيف بالاتفاق.
2- أبوتميمة الهجيمي، واسمه طريف بن مجالد، روى عنه حكيم الأثرم عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثًا مرفوعًا: "من أتى كاهنًا فصدقه.." قال
¬_________
(¬1) ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق للذهبي (ص27) .
(¬2) العلل الكبير للترمذي (2/778) .
(¬3) تهذيب التهذيب (2/7-8) .
(¬4) ديوان الضعفاء (ص56) .
(¬5) التقريب (ص132) .
(¬6) تهذيب التهذيب (5/68) .
(¬7) تهذيب التهذيب (12/481) .

الصفحة 218