كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

البخاري: (هذا حديث لا يتابع عليه، ولا يعرف لأبي تميمة سماع من أبي هريرة) (¬1) .
والذي يعنيه البخاري بقوله: (لا يتابع عليه) هو حكيم الأثرم فقد ضعفه بعض أهل العلم، وأما أبوتميمة فهو ثقة (¬2) ، وحكيم قد قواه بعض العلماء كابن المديني في رواية، والنسائي، وأبوداود، وابن حبان (¬3) ، وضعفه آخرون فقال البخاري: (لا يتابع على حديثه) ، وقال البزار: (حدث عنه حماد بحديث منكر) ، وقال ابن عدي: (يعرف بهذا الحديث، وليس له غيره إلا اليسير) ، وقال الذهلي: (قلت لابن المديني: من حكيم الأثرم؟ قال: أعيانا هذا) (¬4) . ورجح الحافظ ابن حجر تضعيف حكيم فقال: (فيه لين) (¬5) .
3- ... أخرج البخاري في تاريخه هذا السند من طريق محمد بن عمرو الواقعي الأنصاري قال حدثني محمد بن سيرين عن محمد بن عبد الله بن زيد قال: (أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأذان شيئًا فجاء عمي عبد الله بن زيد من بني الحارث من الخزرج فقال: أريت الأذان ... الحديث) ثم قال البخاري: (فيه نظر لأنه لم يذكر سماع بعضهم من بعض) (¬6) وفي السند محمد بن عمرو الواقفي متفق على ضعفه (¬7) ، وقد اختلف عليه في هذا الحديث:
1- ... فقال مرة: عن محمد بن سيرين عن محمد بن عبد الله بن زيد عن عمه عبد الله بن زيد كما عند البخاري في تاريخه.
2- ... وقال في مرة أخرى: عن محمد بن عبد الله عن عمه عبد الله بن زيد
¬_________
(¬1) التاريخ الكبير (3/17) .
(¬2) التقريب (ص282) .
(¬3) تهذيب التهذيب (2/452) .
(¬4) الميزان (1/586) .
(¬5) التقريب (ص177) .
(¬6) التاريخ الكبير (5/183) . وذكر البيهقي هذا السند في سننه الكبرى تعليقًا عن معن عن محمد بن عمرو به ثم نقل قول البخاري: فيه نظر. انظر السنن الكبرى (1/399) .
(¬7) تهذيب التهذيب (9/378) .

الصفحة 219