كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

وقد روى شعبة بن الحجاج (¬1) وحماد بن سلمة (¬2) هذا الحديث عن خالد الحذاء وبنفس السند ولم يذكرا هذه الزيادة، وإنما تفرد بها علي بن عاصم بن صهيب الواسطي، وأكثر النقاد على تليينه، فقد قال شعبة: (لا تكتبوا عنه) (¬3) ، وقال يحيى بن معين: (علي بن عاصم كذاب ليس بشيء) (¬4) ، وقال أحمد بن حنبل: (كان يغلط ويخطيء، وكان فيه لجاج، ولم يكن متهمًا بالكذب) (¬5) ، وقال علي بن المديني: (كان علي بن عاصم كثير الغلط، وإذا رد عليه لم يرجع) (¬6) ، وقال النسائي: (متروك) (¬7) ، وقال البخاري: (وليس بالقوي عندهم) (¬8) وقد ساق البخاري حادثة تدل على أن عليًا كان يحدث عن خالد الحذاء ما ليس من حديثه. قال البخاري: (وقال وهب بن بقية سمعت يزيد بن زريع قال حدثني علي عن خالد ببضعة عشر حديثًا فسألنا خالدًا عن حديث فأنكره ثم آخر فأنكره ثم ثالث فأنكره فأخبرناه فقال: كذاب فاحذروه) (¬9) .
وفي موضع آخر علق البخاري على هذه
¬_________
(¬1) حديث شعبة أخرجه أحمد في المسند (1/195) وفي تحقيق أحمد شاكر (3/146/ [1692] ) ، وكذلك الحاكم في مستدركه (4/542) .
(¬2) حديث حماد بن سلمة أخرجه أحمد في المسند (1/195) وفي تحقيق أحمد شاكر (3/146/ [1693] ) ، والبخاري في التاريخ الكبير (5/97) ، وأبوداود في سننه (4/241/ [475] ) ، والترمذي في سننه (4/507/ [2234] ) ، وأبويعلى في مسنده (2/178/ [875] ) ، والحاكم في مستدركه (4/542) ، وابن عساكر في تاريخه (9/334) .
(¬3) الضعفاء الكبير للعقيلي (3/246) .
(¬4) معرفة الرجال ليحيى بن معين برواية ابن محرز (1/50) .
(¬5) العلل لأحمد برواية ابنه عبد الله (1/52) .
(¬6) تاريخ بغداد (11/453) .
(¬7) تاريخ بغداد (11/456) . وفي كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي (ص216) قال في علي بن عاصم: (ضعيف) .
(¬8) التاريخ الكبير (6/290) ، والضعفاء الصغير (ص86) .
(¬9) التاريخ الكبير (6/290) ، والضعفاء الصغير (ص86) وليس فيه ذكر قصة يزيد بن زريع.

الصفحة 226