كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

ويصر) (¬1) .
وبما تقدم ذكره يتبين خطأ الشيخ أحمد شاكر عندما رد على الإمام البخاري عند قوله في ابن سراقة: (لا يعرف له سماع من أبي عبيدة) فقال: (لكن في التهذيب 5: 231 أن يعقوب بن شيبة رواه في مسنده بلفظ: "خطبنا أبوعبيدة بالجابية" فهذا يدل على السماع، وهو كاف في إثباته) (¬2) . ومثل هذا لا يخفى على إمام الدنيا في عصره أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لكنه لم يعتد بذلك لضعف علي بن عاصم الذي تفرد بهذه الزيادة عن خالد الحذاء وقد ثبت أنه في حديث الحذاء بالذات ضعيف جدًا. وبمثل هذا المقام يظهر فضل علم البخاري على غيره.
5- ... عبد الله بن معبد الزماني. روى عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه، فقال البخاري في ذلك: (لا يعرف سماع عبد الله بن معبد من أبي قتادة) (¬3) .
وأبوقتادة اختلف في وفاته فقيل مات سنة 38هـ وهذا هو الراجح (¬4) وظاهر صنيع البخاري يدل على أنه مات بعد الخمسين فقد ذكر أبا قتادة في فصل من مات بين الخمسين والستين (¬5) .
وأما عبد الله بن معبد فلم يذكر له تاريخ ولادة ولا تاريخ وفاة على وجه الدقة واليقين إلا أن الذهبي قال: (مات قبل المائة) (¬6) ، ولم يبين حجته في هذا وأظنه قال ذلك تخمينًا وتقريبًا لأني لم أجد أحدًا من العلماء ذكر لابن معبد تاريخ
¬_________
(¬1) التقريب (ص403) .
(¬2) مسند أحمد بن حنبل بتحقيق أحمد شاكر (3/147) .
(¬3) التاريخ الكبير (3/68) ، ثم أعاد نفس الكلام في ترجمة ابن معبد في التاريخ الكبير (5/198) ، وانظر التاريخ الصغير (1/302) .
(¬4) انظر تهذيب التهذيب (12/205) .
(¬5) انظر التاريخ الصغير (1/131) . وذكر ابن حجر في التهذيب أن البخاري ذكر ذلك في التاريخ الأوسط. انظر التهذيب (12/205) .
(¬6) سير أعلام النبلاء (4/207) .

الصفحة 228