كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

النبي - صلى الله عليه وسلم -) (¬1) .
وحديث أبي عثمان النهدي عن أبي بن كعب أخرجه مسلم في صحيحه من رواية سليمان التيمي، وعاصم الأحول كلاهما عن أبي عثمان عن أبي قال: (كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة قال فقيل له: أو قلت له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء. قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد. إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد جمع الله لك ذلك كله") (¬2) .
ولم يذكر مسلم فيه السماع بين أبي عثمان وأبي، ولكن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث في مسنده بإثبات سماع أبي عثمان من أبي فقال: (ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله بن المبارك أنا عاصم الأحول عن أبي عثمان حدثني أبي بن كعب ... ) (¬3) .

وقد نص ابن رشيد (¬4) ، وابن حجر (¬5) ، على أن علي بن المديني ذكر سماع أبي عثمان من أبي.
ونص المعلمي (¬6) على أن في مسند أحمد سماع أبي عثمان من أبي، وجزم باللقاء والسماع.
وأما حديث أبي رافع فلم أجد فيه السماع، وسيأتي في النوع الثاني.
3- ومما يندرج تحت هذا النوع أيضًا قول مسلم: (وأسند قيس بن أبي
¬_________
(¬1) العلل لابن المديني (ص64) .
(¬2) صحيح مسلم (1/460-461) .
(¬3) مسند الإمام أحمد (5/133) .
(¬4) السنن الأبين (ص135) .
(¬5) النكت على كتاب ابن الصلاح (2/596) .
(¬6) الأحاديث التي استشهد بها مسلم (ل2) .

الصفحة 388