كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

حازم - وقد أدرك زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أخبار) (¬1) .
سماع قيس بن أبي حازم ثابت من أبي مسعود - رضي الله عنه - كما في مسند الحميدي قال: (ثنا سفيان قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيس بن أبي حازم يقول: سمعت أبا مسعود يقول: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني لأتخلف عن صلاة الصبح مما يطول بنا فلان قال: فما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضب في موعظة قط غضبه يومئذ ثم قال: "إن منكم منفرين، إن منكم منفرين، فأيكم أم الناس فليخفف، فإن فيهم الكبير، والسقيم، والضعيف، وذا الحاجة") (¬2) .
وأخرجه البخاري أيضًا في صحيحه (¬3) بإثبات سماع قيس من أبي مسعود من طريق زهير عن إسماعيل به، كما أن علي بن المديني أثبت سماع قيس من أبي مسعود في كتابه "العلل" (¬4) .
وفي حديث آخر أخرجه الحميدي في مسنده صرح قيس بالسماع من أبي مسعود كذلك.
قال الحميدي: (ثنا سفيان قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت قيسًا يقول: سمعت أبا مسعود يقول: انكسفت الشمس يوم توفي إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال الناس انكشفت الشمس يوم موت إبراهيم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت ولا حياة فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى الصلاة") (¬5) .
وأخرج البخاري هذا الحديث أيضًا في صحيحه (¬6) بإثبات سماع قيس من
¬_________
(¬1) مقدمة صحيح مسلم (1/34) .
(¬2) مسند الحميدي (1/215) .
(¬3) صحيح البخاري (2/231/ [702] ) كتاب الأذان، باب تخفيف الإمام في القيام.
(¬4) انظر العلل لابن المديني (ص49) .
(¬5) مسند الحميدي (1/216) .
(¬6) صحيح البخاري (2/611/ [1041] ) كتاب الكسوف، باب الصلاة في كسوف الشمس.

الصفحة 389