كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

السماع لكان من تحصيل الحاصل لأن حديث أبي بكرة هذا محفوظ بلاشك، ولأن ليس لربعي عن أبي بكرة إلا هذا الحديث فقط كما نص مسلم على ذلك.
4- ومما يدخل في النوع قول مسلم: (وأسند نافع بن جبير بن مطعم عن أبي شريح الخزاعي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثًا) (¬1) .
وهذا الحديث أخرجه مسلم من طريق عمرو بن دينار أنه سمع نافع بن جبير يخبر عن أبي شريح الخزاعي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت" (¬2) .
وقد أخرج (¬3) مسلم هذا الحديث بعد أن ساق حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو حديث أبي شريح من طريقين عن أبي هريرة، وحديث أبي هريرة هذا أخرجه البخاري في "صحيحه" (¬4) أيضًا.
ولم أجد بعد البحث سماع نافع بن جبير من أبي شريح الخزاعي، ولكن رأيت البخاري (¬5) - رحمه الله - قد أخرج حديث أبي شريح الخزاعي هذا من طريق سعيد المقبري عنه بمثل حديث نافع بن جبير وسماع سعيد المقبري ثابت عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه فقد قال ابن أبي حاتم: (قلت لأبي: سمع سعيد المقبري من أبي شريح؟ قال: نعم) (¬6) . ويؤكد ذلك احتجاج البخاري بحديثه عن أبي شريح.
¬_________
(¬1) مقدمة صحيح مسلم (1/35) .
(¬2) صحيح مسلم (1/69) .
(¬3) صحيح مسلم (1/68-69) .
(¬4) انظر صحيح البخاري (10/460/ [6018] ) كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره.
(¬5) انظر صحيح البخاري (10/460/ [6019] ) كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره.
(¬6) العلل لابن أبي حاتم (2/236) .

الصفحة 398