كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين
عميلة عن خريم به، وقد قال الإمام الدارقطني عن هذا السند في كتابه "الإلزامات": (كلهم ثقات) (¬1) .
قال الشيخ المعلمي عن حديث أبي عمرو الشيباني السابق: (ودليل الثاني قوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} (¬2) .
أما الحديث الأول لأبي معمر عبد الله بن سخبرة عن أبي مسعود الأنصاري فأخرجه مسلم من طريق الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وليليني منكم ألوا الأحلام والنهي، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" قال أبومسعود: فأنتم اليوم أشد اختلافًا) (¬3) .
ويشهد له ما أخرجه مسلم من حديث سماك بن حرب قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يومًا فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلاً باديًا
¬_________
(¬1) الإلزامات للدارقطني (ص97) .
(¬2) الأحاديث الذي استشهد بها مسلم (ل3) .
(¬3) صحيح مسلم (1/323) ، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه (2/45، 52) ، والحميدي في مسنده (1/216) ، والطيالسي في مسنده (ص85) ، وأحمد في المسند (4/122) ، وابن أبي شيبة في المصنف (1/351) ، والدارمي في سننه (1/233) ، وأبوداود في سننه (1/180) ، وابن ماجة في سننه (1/312) ، والنسائي في سننه (2/87، 90) ، وابن خزيمة في صحيحه (3/20) ، والطبراني في معجمه الكبير (17/214) ، وابن حبان في صحيحه (3/301) ، وابن الجارود في المنتقى (ص116) ، وأبوعوانة في سننه (2/41) ، وابن المنذر في الأوسط (4/177) ، والبيهقي في السنن الكبرى (3/97) .