كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

وأخرج مسلم أيضًا شاهدين آخرين عن سعد بن أبي وقاص (¬1) ، وأبي هريرة (¬2) رضي الله عنهما، فالحديث محفوظ وصحيح، بل في حديثي سهل بن سعد، وسلمة بن الأكوع ما ليس في حديث عمران بن حصين من تفصيل لمناسبة الحديث، وحسن سياق للقصة.
وأما الحديث الثاني فرواه ربعي عن عمران بن حصين: (أن حصينًا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، لعبد المطلب كان خيرًا لقومك كان يطعم الكبد والسنام، وأنت تنحرهم. فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما شاء الله أن يقول له. فقال: ما تأمرني أن أقول، قال: "قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري". قال: فانطلق فأسلم الرجل ثم جاء فقال: إني أتيتك فقلت لي قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن، قال: "قل اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما علمت وما جهلت") (¬3) .
ويشهد له ما رواه شبيب بن شيبة عن الحسن البصري عن عمران بن حصين قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي: ("يا حصين كم تعبد اليوم إلهًا؟ قال أبي: سبعة ستة في الأرض وواحدًا في السماء. قال: "فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك"؟. قال: الذي في السماء. قال: "يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك". قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني، فقال: "قل: اللهم ألهمني رشدي، وأعذني من شر نفسي") (¬4) .
¬_________
(¬1) انظر صحيح مسلم (4/1871) .
(¬2) انظر صحيح مسلم (4/1871-1872) .
(¬3) أخرجه أحمد في المسند (4/444) ، وابن أبي شيبة في المصنف (10م267) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/323) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص547) ، وابن حبان في صحيحه (2/128) ، والطبراني في معجمه الكبير (18/438) ، والدعاء (3/1451) ، والحاكم في المستدرك (1/510) ، والقضاعي في مسند الشهاب (2/1450) .
(¬4) أخرجه الترمذي في سننه (5/519-520) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/323) ، والطبراني في المعجم الكبير (4/27) ، (18/103، 174) ، وفي الدعاء له (3/1450) .

الصفحة 412