كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

يخف على مسلم فقد أخرج في صحيحه في ثلاثة مواضع حديث عراك عن عروة عن عائشة (¬1) ، ولكنه أخرج حديث عراك السابق عن عائشة للمتابعة فقط.
11- قال علي بن المديني في ترجمة قيس بن أبي حازم: (وروى عن عقبة بن عامر، فلا أدري سمع منه أم لا؟) (¬2) .
وقد أخرج مسلم في صحيحه حديث قيس بن أبي حازم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟! قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس" (¬3) .
وحديث عقبة هذا يروى عنه من طرق كثيرة وبألفاظ متعددة (¬4) ، وقال ابن كثير بعد أن ساق عددًا من هذه الطرق: (فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث) (¬5) .
وقد من علي المولى سبحانه وتعالى بأن وجدت تصريح قيس بن أبي حازم بالسماع من عقبة بن عامر، وذلك فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده بقوله: (حدثنا عفان ثنا أبو عوانة عن بيان - بن بشر - عن قيس بن أبي حازم ثنا عقبة بن عامر الجهني ... الحديث) (¬6) . مثل حديث مسلم في صحيحه.
12- قال العلائي: (وفي صحيح مسلم لابن سيرين عن عمران حديثان آخران بلفظ "عن" جريًا على قاعدته في الاكتفاء باللقاء) (¬7) .
وهذان الحديثان اللذان أشار إليهما العلائي قد انتقدهما الإمام الدارقطني بقوله: (وأخرج مسلم (¬8) أيضًا حديث يزيد بن زريع عن هشام عن محمد بن
¬_________
(¬1) انظر تحفة الأشراف (12/17-18) .
(¬2) العلل لابن المديني (ص50) .
(¬3) صحيح مسلم (1/558) .
(¬4) انظر سنن النسائي (8م254) ، وتفسير ابن كثير (7/414-417) .
(¬5) تفسير ابن كثير (7/417) .
(¬6) مسند أحمد (4/151) .
(¬7) جامع التحصيل (ص133) .
(¬8) صحيح مسلم (3/1289) .

الصفحة 443