كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

بشيء) (¬1) ، ومع ذلك فإن هذه الطريق تدور على حرملة بن إياس - وقيل إياس بن حرملة - الذي يرويه عن أبي قتادة، وقد قال البخاري في حرملة هذا: (لا يعرف له سماع من أبي قتادة) (¬2) .
ولكن حديث عبد الله بن معبد لأكثر فقراته شواهد، كالأمر بصيام ثلاثة أيام من كل شهر (¬3) ، والترغيب في صوم يوم الاثنين (¬4) ، ويشهد لفضل صوم يوم عرفة حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين" (¬5) . قال المنذري: (رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح) (¬6) .
وأما ما جاء في حديث عبد الله بن معبد من أن صوم عاشوراء يكفر السنة الماضية، فلم أجد شاهدًا يصلح للاعتبار في ذلك (¬7) ، وقد ألمح البخاري لهذا كما تقدم فإنه لما ذكر حديث عبد الله بن معبد خصه بقوله: (في صوم عاشوراء) ولم يقل في صوم عرفة أو نحو ذلك، ولعل البخاري فعل ذلك لأن عبد الله بن معبد قد انفرد عن أبي قتادة بذكر هذا الفضل في صوم عاشوراء مع عدم وجود الشاهد الذي يطمئن أن الحديث له أصل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ذكر العقيلي (¬8) ، وابن عدي (¬9) ، عبد الله بن معبد في كتابيهما لقول
¬_________
(¬1) العلل للدارقطني (6/151) .
(¬2) التاريخ الصغير (1/302) .
(¬3) انظر الترغيب والترهيب للمنذري (2/120-124) .
(¬4) انظر الترغيب والترهيب للمنذري (2/124-126) .
(¬5) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (3/97) ، وأبويعلى في المسند (13/542) ، والطبراني في المعجم الكبير (6/220) .
(¬6) الترغيب والترهيب (2/112) .
(¬7) ذكر المنذري في الترغيب (2/112) حديثًا لأبي سعيد الخدري وحسنه، ولكن بالمراجعة ظهر أن فيه من هو متروك، انظر مجمع الزوائد (3/189) ، ومجمع البحرين (3/142) .
(¬8) انظر الضعفاء الكبير (2/305) .
(¬9) انظر الكامل في الضعفاء (4/1539) .

الصفحة 457