كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

اللفظ الثاني فأسنده عروة إليها بالعنعنة فكان ذلك متصلاً) (¬1) .
وهذا المذهب حكى ابن المواق (¬2)
اتفاق أهل النقل عليه، وأقره العراقي على هذا وقال: (وليس في ذلك خلاف بين أهل النقل.. وممن حكى اتفاق أهل النقل على ذلك الحافظ أبو عبد الله بن المواق في كتاب "بغية النقاد" (¬3) فذكر من عند أبي داود حديث عبد الرحمن بن طرفة "أن جده عرفجة قطع أنفه يوم الكلاب" الحديث (¬4) ، وقال: إنه عند أبي داود هكذا مرسل. قال: وقد نبّه ابن السكن على إرساله، فقال: فذكر الحديث مرسلاً. قال ابن المواق: وهو أمر بيِّن لا خلاف بين أهل التمييز من أهل هذا الشأن في انقطاع ما يروى كذلك، إذا عُلم أن الراوي لم يُدرك زمان القصة كما في هذا الحديث) (¬5) .
وقد تعقب الحافظ ابن حجر ذلك فقال: (لكن في نقل الاتفاق نظر، وقد قال ابن عبد البر ـ في الكلام على حديث ضمرة عن عبيد الله بن عبد الله قال: "أن
¬_________
(¬1) التقييد والإيضاح (ص86) .
(¬2) هو محمد بن أبي يحيى أبو بكر بن خلف بن فرجد بن صاف الأنصاري، المراكشي، قرطبي الأصل قديماً، فاسي حديثاً، أبو عبد الله بن المواق كان فقيهاً حافظاً محدثاً ناقداً محققاً ذاكراً أسماء الرجال وتواريخهم وأحوالهم. لازم أبو الحسن ابن القطان الفاسي، وله تعقبات علىكتابه "بيان الوهم والإبهام" سماها "المآخذ الحفال السامية" ومن مصنفاته "بغية النقاد" و"شيوخ الدارقطني" و"شرح مقدمة صحيح مسلم" وغير ذلك، ولد سنة 583 هـ، وتوفي بمراكش 642هـ انظر الذيل والتكملة " السفر الثامن" (1/272) ـ 274) والإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام (4/231 ـ 234) وعن كتابه " بغية النقاد " ينظر الرسالة المستطرفة (ص178-179) .

وقد وهم في ترجمة ابن المواق هذا حاجي خليفة في كشف الظنون (1/251) وعمر كحالة في معجم المؤلفين (6/157) وغيرهما ظناً منهم أنه هـ ومحمد بن يوسف بن المواق الفقيه المتوفي سنة 898هـ المترجم له في شجرة النور الزكية (ص262) .
(¬3) انظر بغية النقاد (ق1-2/أ) .
(¬4) أخرجه أبو داود في سننه (4/92/ [4232] ) .
(¬5) التقييد والإيضاح ص86.

الصفحة 58