كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

قال محمد بن جعفر وحجاج: فقال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد.
قال حجاج: قال شعبة: ولم يسمع أبو عبد الرحمن من عثمان، ولا من عبد الله (¬1) ولكن قد سمع من علي) (¬2) .
وشعبة يقول ذلك في أبي عبد الرحمن السلمي مع علمه أن أبا عبد الرحمن قد أدرك عثمان بن عفان وعاصره، فقد أخرج البخاري في صحيحه (¬3) الحديث السابق عن شعبة بسنده وورد فيه: (قال: واقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان حتى كان الحجاج) والقائل هو سعد بن عبيدة كما رجح الحافظ ابن حجر (¬4) .
فلم يكن خافياً على شعبة بأن أبا عبد الرحمن السلمي لم يسمع من عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ ولا يُعرف أبو عبد الرحمن بتدليس حتى يقال: لعل شعبة جزم بعدم سماعه لأن أبا عبد الرحمن مدلس.
وقد جزم البخاري بسماع أبي عبد الرحمن من عثمان ومن عبد الله بن مسعود (¬5) .
5قال يحيى بن سعبد القطان: (سمعت شعبة ينكر أن يكون مجاهد سمع من عائشة) (¬6) .
وقال يحيى بن سعيد القطان: في تحديث موسى الجهني عن مجاهد
¬_________
(¬1) هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(¬2) المسند للإمام أحمد 01/336/ [412] تحقيق أحمد شاكر، وفي كتاب "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص94) نقل كلام شعبة.
(¬3) صحيح البخاري (8/692/5027] ) كتاب فضائل القرآن، باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
(¬4) فتح الباري (8/695) .
(¬5) انظر التاريخ الكبير (5/73) والتاريخ الصغير (1/232) فقد قال البخاري: (سمع علياً وعثمان وابن مسعود) .
(¬6) المراسيل لابن أبي حاتم (ص161) .

الصفحة 80