كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

"خرجت علينا عائشة رضي الله عنها " (¬1) : (حدث به شعبة فأنكره - يعني أنكر أن يكون مجاهد سمع من عائشة -) (¬2) . وموسى الجهني هو موسى بن عبد الله الجهني، وثقه يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، والنسائي، والعجلى، وابن حبان، وابن سعد، وقال أبو زرعة: صالح، وقال أبو حاتم: لا بأس به (¬3) . وقال الحافظ ابن حجر: (ثقة عابد لم يصح أن القطان طعن فيه) (¬4) .
ورغم أن في حديث موسى الجهني - الذي بلغ شعبة - نص سماع مجاهد من عائشة، ومع وجود المعاصرة إذا ولد مجاهد سنة إحدى وعشرين للهجرة تقريباً وما نسبة إحدى وعشرين للهجرة تقريباً ومات سنة 101هـ وقيل 103 وقيل غير ذلك من سنة وفاته (¬5) . وعائشة - رضي الله عنها - ماتت سنة ثمان وخمسين (¬6) ، إلا أن شعبة أنكر سماع مجاهد من عائشة.
وقد أخرج الشيخان لمجاهد عن عائشة عدة أحاديث، وعند البخاري (¬7) في صحيحه نص صريح في أن مجاهداً قد سمع عائشة.
والمحصلة التي نخرج بها من النصوص السابقة هي أن شعبة بن الحجاج من أوائل من فتش عن سماعات رواة الأحاديث بعضهم من بعض إذا لم تكن الأسانيد التي تروى عنهم ظاهر فيها السماع بصيغ صريحة الاتصال.
ولاغرو أن يكون شعبة من أوائل من بدأوا التفتيش عن السماعات، فقد قال صالح جزرة: (أول من تكلم في الرجال شعبة، ثم تبعه القطان، ثم أحمد
¬_________
(¬1) أخرجه النسائي في سنته (1/127) .
(¬2) المراسيل الابن أبي حاتم (ص161) .
(¬3) تهذيب التهذيب (10/354-355) .
(¬4) تقريب التهذيب (ص552) .
(¬5) تهذيب التهذيب (ص10/43) .
(¬6) تهذيب التهذيب (12/436) .
(¬7) انظر صحيح البخاري (3/701/ [1775، 1776] ) كتاب العمرة، باب كم اعتمر النبي - صلى الله عليه وسلم -؟

الصفحة 81