كتاب موقف الإمامين البخاري ومسلم من اشتراط اللقيا والسماع في السند المعنعن بين المتعاصرين

يحيى) (¬1) ، وذكر أبو داود الطيالسي: أنه رأى (رجلاً يقول لشعبة: قل حدثني، أو أخبرني، فقال شعبة: فقدتكوعدمتك، وهل جاء بهذا أحد قبلي؟) (¬2) .
وقد أخذ يحيى بن سعيد القطان عن شعبة ذلك الأمر، وحذى حذوة وتعلم منه هذه الصناعة، قال الإمام أحمد بن حنبل: (لم يكن في زمان يحيى القطان مثله، كان تعلم من شعبة) (¬3) ، وقال يحيى بن سعيد القطان مبيناً طول ملازمته لشعبة: (اختلفت إلى شعبة عشرين سنة) (¬4) . وسأذكر فيما يلي بعضاً من النصوص التي نقلت عن يحيى بن عيد القطان في ذلك الأمر.
ثانياً: بعض ما جاء عن يحيى بن سعيد القطان في ذلك:
1- قال يحيى بن سعيد: (كل شيء يحدث به شعبة عن رجل فلا تحتاج أن تقول عن ذاك الرجل انه سمع فلاناً؟ ، قد كفاك أمره) (¬5) .
ويفهم من هذا النص أن منهج يحيى بن سعيد القطان والأصل عنده هو البحث عن سماعات الرواة مطلقاً سواء أكانوا مدلسين أم لم يكونوا، ويستثنى ما رواه شعبة عن شيوخه فلا يحتاج أن يسأل: هل شيخ شعبة سمع من الذي يروي عنه أم لا؟ ، لأن شعبة قد كفى من بعده.
2- قال علي بن المديني: (قلت ليحيى - يعني القطان - سمع زرارة من ابن عباس؟ قال: ليس فيها شيء سمعت) (¬6) .
3- قال يحيى بن سعيد: (قلت لابن أبي رواد: من ابن زبيبة (¬7) هذا؟ قال: قد أدرك عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -، قال يحيى: أظنه قال: أدرك ابن
¬_________
(¬1) تهذيب التهذيب (4/345) .
(¬2) مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/166) .
(¬3) مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/233) .
(¬4) مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/249) .
(¬5) مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (1/162) .
(¬6) جامع التحصيل (ص176) .
(¬7) اسمه عبد الرحمن بن زبيبة. انظر الجرح والتعديل (5/234) .

الصفحة 82